لمن يشعر أنه دائمًا في آخر الطابور 👑

القائد

أهلًا بك يا صديقي!

وأهلًا بعودتك من جديد. 🤍

اشتقنا إليك، واشتقنا لهذه الجلسات التي نتبادل فيها الأفكار والمشاعر. ☕️

أدرك تمامًا أن الحياة أحيانًا تأخذنا في دوامة من الانشغالات والمسؤوليات، وقد نبتعد عن بعضنا دون أن نشعر، لكن الأصدقاء الحقيقيين لا ينسون بعضهم أبدًا، وفي اللحظة التي نعود فيها نجد كل شيء كما كان، مليئًا بالدفء والألفة.

ولهذا، أردت أن أكون أول من يرحب بك ويخبرك أن إذاعة مختلف قد عادت حاملةً معها شيئًا كنت أظن أننا فقدناه لفترة، وهو «بودكاست غلاف». 📚

نعم، برنامجك المفضل الذي يأخذك في رحلة ماتعة بين صفحات الكتب، عاد مجددًا ليقرأ معك أهم الكتب التي قد لا تجد الوقت لقراءتها بنفسك.

وفي أولى حلقات عودته، يأخذنا في رحلة عميقة ومختلفة، إلى قلب كتاب «القادة يأكلون أخيرًا» لسايمون سينك.

ليجيب على السؤال الذي يشغل بال كل واحد منا: لماذا نشعر أحيانًا بالخوف والقلق الدائم في بيئات يفترض أنها آمنة؟

تعالَ معي، لنتعمق في حوار ثري يفكك شيفرات هذا الكتاب، ويجعلك تفهم نفسك، ومن حولك، بشكل أفضل.

طبق القائد… لماذا يأتي أخيرًا؟ 🍽️

في زحمة الحياة، وفي ضجيج بيئات العمل التي تفرض علينا أحيانًا أن نكون نسخًا لا أنفسنا، كم مرة شعرت بأنك مجرد رقم في معادلة؟ مجرد ترس صغير في آلة ضخمة، إذا توقف، سيتم استبداله ببساطة!

هذا الشعور مؤلم، أليس كذلك؟

شعور بأن لا أحد يراك، ولا حتى مديرك، لا أحد يقدر تضحياتك، وأنك دائمًا من يُنتظر منه أن يعطي دون أن يأخذ… ⚖️

في هذه اللحظة يظهر سايمون سينك، يبتسم بثقة وكأنه يقول لك: «أنا هنا لأفهمك وأمنحك الحل».

ثم يصحبنا في رحلة عميقة لاكتشاف جوهر القيادة الحقيقية!

القيادة ليست منصبًا أو كرسيًا فخمًا، بل هي مسؤولية تجاه الأرواح التي بين يديك.

القائد الحقيقي، كما يوضح الكتاب، هو كالأب في أسرته، أو كالراعي لقطيعه، هو آخر من يأكل. ليس لأنه أقل جوعًا، بل لأن سلامة وأمان من معه هي أولويته القصوى.

هو يخلق ما يسميه سينك «دائرة الأمان» تلك المساحة التي يشعر فيها كل فرد بأنه محمي، مسموع، ومقدّر. ✨

تخيل أن تعمل في مكان كهذا!

مكان لا تخشى فيه أن تخطئ، لأنك تعلم أن قائدك سيكون سندك. مكان تبادر فيه بأفكارك (حتى المجنونة منها) لأنك تثق أن هناك من سيحتويها ويشجعها.

قد يبدو كحلمٍ وردي جميل، لكن في الحقيقة هو أساس بناء الفرق العظيمة والمؤسسات التي تدوم. وعندما تشعر بالأمان، ستعطي أفضل ما لديك، ليس خوفًا من عقاب، بل حبًا وولاءً لمن جعلك تشعر بقيمتك. فهل سبق لك وعشت في «دائرة الأمان» كهذه؟

كلام بديهي!… فلماذا لا نراه يطبق؟ 🤔

قد تقول الآن: «هذا كلام جميل، ولكنه بديهي جدًا!»… هنا بالضبط يكمن التحدي الأكبر؛ إذا كانت هذه المبادئ بهذه البساطة والوضوح، فلماذا هي نادرة جدًا في واقعنا؟

السبب يا صديقي، هو أننا نعيش في عالم مهووس بالأرقام والنتائج قصيرة المدى. عالم يقدس الأرباح على حساب البشر. تعلمنا أن نكون«منافسين شرسين» بدلًا من أن نكون «متعاونين حقيقيين»، تعلمنا أن نظهر القوة ونخفي الضعف، حتى لو كان ذلك على حساب إنسانيتنا.

كم من مدير رأيته ينسب نجاح الفريق لنفسه، ويلقي باللوم على الموظفين عند أول عثرة؟ كم من بيئة عمل شعرت فيها أن الجميع يتربص بالجميع، وأن الثقة عملة نادرة؟

هذه هي النتيجة عندما ننسى البديهيات، عندما ننسى أننا نتعامل مع بشر لديهم مشاعر وآمال ومخاوف، وليس مع آلات مبرمجة لتحقيق الأهداف.

الفكرة ليست في معرفة الصواب، بل في امتلاك الشجاعة لتطبيقه. 🛠️

الشجاعة في أن تكون القائد الذي يضع فريقه أولًا، حتى لو كان ذلك يعني أن (طبقه) سيأتي أخيرًا، الشجاعة في بناء الثقة، في الاستماع بقلب مفتوح، وفي الاعتراف بالخطأ.

هذه هي القيادة التي تغيّر العالم، وهي تبدأ من أبسط الأشياء، من تلك البديهيات التي نتجاهلها كل يوم.

هل ستجرؤ على طرح فكرة جديدة (out of the box)؟ 💬

دعني أروِ لك مشهدًا قد يكون مألوفًا جدًا.

موظف يجلس على مكتبه، قلبه يخفق بسرعة، ويداه تتعرقان. ليس لأنه يعمل على مشروع مصيري، بل لأن مديره يمر بجانبه.

نظرة واحدة من ذلك المدير كفيلة بأن تفسد يومه، وكلمة قاسية منه قادرة على قتل كل إبداع وشغف في داخله.. أجل، هذا هو «شبح الخوف».

عندما تدار الفرق بالخوف والترهيب، ماذا تكون النتيجة؟

موظفون يلتزمون بالحد الأدنى من العمل (اللي هو يسلك أمورهم)، يتجنبون المبادرة، ويخفون الأخطاء بدلًا من التعلم منها.

يصبح الهدف الأساسي ليس تحقيق النجاح، بل تجنب العقاب.

وللأسف، هذا ليس فريقًا، هذه مجموعة من الأفراد الذين يعملون في جزر منعزلة، كل همهم هو حماية أنفسهم.

وبالطبع لا يمكن أن يولد الإبداع في تربة الخوف هذه.

الكتاب يذكرنا بأن دور القائد هو عكس ذلك تمامًا.

دوره أن يطرد هذا الشبح، أن يبني جسورًا من الثقة، وأن يجعل مكان العمل بيئة آمنة للتجربة والنمو.

القائد الذي يحفز فريقه ويؤمن بقدراتهم، هو من سيحصل منهم على أفضل ما لديهم، وعلى ولائهم الذي لا يقدر بثمن.

الموظف أولًا: المعادلة المنسية لسعادة العميل 😌

يطرح ضيف الحلقة إجابة واضحة على سؤال محوري: هل الأولوية للموظف أم للعميل؟ بالتأكيد، الموظف أولًا.

عندما يشعر الموظف بالأمان والتقدير، سيقدم أفضل ما لديه لخدمة العميل، ليس لأنه مجبر، بل لأنه يشعر بالانتماء. ستصبح خدمته للعميل نابعة من القلب، وهذا هو الفرق بين الخدمة الممتازة والخدمة التي لا تُنسى.

فكر فيها يا صديقي، هل تفضل أن تتعامل مع موظف (مكشر) ويشعر بالضغط، أم مع موظف مبتسم وسعيد ويشعر بالرضا؟ الإجابة واضحة، أليس كذلك؟ السعادة معدية، وعندما تبدأ من الداخل، من بيئة العمل، فإنها حتمًا ستصل إلى الخارج، إلى العميل.

أنت القائد الذي تستحقه! 👑

ربما تتسأل الآن في نفسك وتقول: «نعم، هذا الحديث صحيح، ولكن ماذا أفعل إذا لم يكن لديّ قائد كهذا؟» وهنا مربط الفرس يا صديقي. 🎯

المغزى الأعمق من هذا الكتاب ليس أن نبحث عن قائد ينقذنا، بل أن نصبح نحن القادة الذين نستحقهم، أن نبدأ رحلة الأمان من داخلنا، حتى لا نكون أسرى لبيئة لا تقدرنا.  

أول خطوة هي أن تعترف بأن شعورك بالألم والقلق حقيقي. أن تقول لنفسك: «نعم، أنا أستحق الأمان».

ثم، ابدأ في بناء «دائرة الأمان» الخاصة بك، عن طريق التالي:

💠 ضع الحدود

تعلم أن تقول «لا» لما لا يناسبك، لا تضحِّ بنفسك وراحتك (عالفاضي) من أجل إرضاء الآخرين.  

💠 اهتم بتقدير ذاتك

اسأل نفسك: هل أنا أضع احتياجاتي آخرًا في حياتي الخاصة؟ تذكر أنك تستحق أن تكون سعيدًا وأن تعيش حياة صحية نفسيًا.  

💠 ابحث عن بيئة صحية

خلال بحثك عن وظيفة جديدة أو حتى تطوير مسارك الحالي، لا تنظر فقط إلى الراتب والمسمى الوظيفي. اسأل عن ثقافة الشركة، عن أسلوب الإدارة، وعن مدى تقديرهم للموظفين.

تذكر أن الأمان النفسي أهم (قد الدنيا) من أيّ راتب آخر.  

💠 كن قائدًا لنفسك

إذا ما طاعك الزمان طيعه.

لا تنتظر الظروف المثالية لتشعر بالراحة، بل ابدأ في صناعة هذه الراحة بنفسك، تعامل مع مشاعرك بصدق، واسمح لنفسك بأن تشعر بالإرهاق، لكن لا تستسلم له.

ولا تنسى البحث عن الأشياء التي تزيد من سعادتك في حياتك: علاقات صحية، هوايات ممتعة، أو حتى لحظات هدوء مع نفسك.  

أنتَ لست ضعيفًا يا صديقي… 💪

أنت فقط بحاجة إلى أن تستعيد السيطرة على حياتك، وأن تدرك أنك تستحق أن تكون في بيئة تحتفي بوجودك وتزيد من (الأوكسيتوسين) في حياتك، بدلاً من تلك التي تزيد من (الكورتيزول) وتستهلكك.

القيادة لا تنتظر منصبًا 🔔

دعنا نتفق: القيادة ليست حكرًا على أصحاب الشركات والمدراء.

غالبًا ما نخلط بين الإدارة والقيادة؛ الإدارة تتعلق بالمناصب والمهام، أما القيادة فتتعلق بالبشر والتأثير. فهي فعل وليست لقبًا.

قد لا تملك منصبًا إداريًا، ولكنك تملك القدرة الكاملة على أن تكون قائدًا في حياتك من خلال أفعالك اليومية.

أنت قائد عندما تقرر أن تستمع لصديق يمر بأزمة، وتكون سنده.

أنتِ قائدة عندما تربين أبناءك على قيم الشجاعة والرحمة.

قائد عندما تبادر بمساعدة زميل لك في العمل، دون أن يطلب منك أحد ذلك.

وأيضا أنت قائد عندما تختار أن تفعل الشيء الصحيح، حتى لو كان أصعب.

القيادة هي أن تضع احتياجات الآخرين قبل احتياجاتك، أن تكون مصدر أمان لمن حولك، أن تلهمهم ليصبحوا أفضل نسخة من أنفسهم. ✨

من هذا المنظور، كل واحد منا لديه الفرصة ليكون قائدًا في دائرته الصغيرة.

لا تنتظر اللقب أو المنصب لتبدأ بممارسة القيادة. ابدأ من مكانك، ابدأ اليوم. انظر حولك، من يحتاج إلى «دائرة الأمان» التي يمكنك أن توفرها له؟

ختامًا… لجيل يأكل أخيرًا 🏆

في النهاية، نعود للسؤال: لماذا يأكل القادة أخيرًا؟

لأنهم فهموا أن القوة الحقيقية لا تكمن في الأخذ، بل في العطاء. لا في السيطرة، بل في التمكين. لا في خدمة الذات، بل في خدمة الآخرين.

قد تشعر أحيانًا أن تأثيرك محدود لأنك لا تملك السلطة الرسمية. لكن تذكر، أعظم قصص التأثير لم تُكتب في قاعات الاجتماعات، بل في اللحظات الإنسانية البسيطة. 🌟

كن قائدًا لنفسك، ابنِ دائرة أمانك، واختر أن تكون في مكان يمنحك الثقة والسعادة.

وأعد التفكير في مفاهيمك عن النجاح والقوة، لتكون أنت ذلك القائد الذي كنت تتمنى دائمًا أن يكون في حياتك.

الهدف، كما اختتمت الحلقة، هو بناء جيل جديد من القادة، جيل يفهم أن القيادة مسؤولية وتضحية، وأن أعظم إنجاز يمكن أن يحققه القائد هو أن يرى فريقه ينجح ويزدهر. 💫

وإلى أن نلتقي في السطور القادمة، اسأل نفسك:

في عالمي الصغير اليوم، كيف يمكنني أن آكل أخيرًا؟

اشترك الآن في نشرتنا البريدية

قدّم الأستاذ هشام رزق، مستشار الموارد البشرية والتخطيط الاستراتيجي، نصيحة ثمينة في بودكاست بترولي، فقال لنا:

«هناك ثلاثة أمور تزيد الإنسان سعادة:

أولًا: أن يحدّد ما يملك.

ثانيًا: أن يقدّر ما يملك.

ثالثًا: ألّا يجعل قيمة لما لا يملك.

فعلى سبيل المثال، أنا مستور لأن لدي وظيفة، وأنا مستور لأن لدي راتب، والمفروض أن أكون، إذا أحسنت الاختيار واجتهدت، سعيدًا بوجود أسرة أعيش معها وأقتنع بأن وجود أسرة لدي، ووجود زوجة وأبناء، يجعلني حين أقارن نفسي بمن لا يملك زوجة وأبناء أكثر رضًا وسعادة.

فتخيّل هذا المزيج: قناعة مع طموح؛ إنه مزيج يجعل للحياة طعمًا لا يوصف، إذ أكون راضيًا بالواقع ومتوثّبًا نحو المستقبل».

للمزيد من هذه الوصايا الملهمة والقصص المهنية المؤثرة، اشترك مجانًا في نشرة بترولي. 📩

انقر هنا للاشتراك، واستمتع بمتابعة أحدث القصص المهنية!

وقبل أن أتركك، أود أن أشاركك شيئًا أخيرًا يا صديقي.

أعلم جيدًا شغفك بالكتب، وأنك دائمًا تبحث عن ذلك الركن الذي تشارك فيه متعة القراءة وتستزيد من عمق الأفكار… لهذا السبب بالذات، أرشح لك بكل ثقة «بودكاست غلاف». 🎧

ليس مجرد برنامج يستعرض الكتب، بل هو الرفيق الذي يقرأ معك، يناقشك في الأفكار، ويساعدك على رؤية ما بين السطور.

فهو أفضل مكان لكل محب للقراءة يبحث عن جلسة فكرية ثرية وممتعة.

ونحن في «مختلف» نستخدمه كجسر لسد الفجوة بين أفضل الأفكار العالمية وواقعنا العربي، لنجد معًا كيف نطبق هذه الرؤى العميقة في حياتنا المهنية والشخصية.

فإذا كنت تبحث عن أفضل بودكاست يشاركك حب القراءة، «غلاف» هو وجهتك التي لن تخيب ظنك!

يمكنك متابعته بانتظام لتجد فيه الفائدة والمتعة معًا. 📚

لدينا مكان جديد للقاء! 🟢📞

نحن نعلم أن واتساب هو المكان الذي تحدث فيه الحوارات اليومية الحقيقية. ولأننا نرغب في أن نكون جزءًا من حواراتك، ونبقى على تواصل دائم، أطلقنا قناتنا الرسمية هناك.

ماذا ستجد فيها؟

✔️ أفكار سريعة وملهمة لن تجدها في أي مكان آخر.

✔️ تحديثات حصرية وروابط مباشرة لأحدث حلقاتنا.

✔️ نقاشات وتصويتات ممتعة حول مواضيع تهمك.

اطمئن، نشرتنا البريدية باقية ومستمرة، لكن قناتنا على واتساب ستكون بمثابة شرفتنا التي نلتقي فيها بين مواعيدنا الرئيسية.

إذا كنت تحب هذا النوع من التواصل العفوي، نتشرف بوجودك معنا. 📲

[اضغط هنا للانضمام]

هدايا مختلفة.. اخترناها لك!

اليوم نهديك هذه الحلقة المميزة التي تشبهك ⬇️

وسط هذه الأسطر شاركنا بعض جوانب حلقة «القادة آخر من يأكل»… لكن خلف الكلمات تختبئ تفاصيل أعمق وتجارب حيّة لم نكشفها كلها.

هناك لحظة في الحوار مع الأستاذ خالد تميرك ستغيّر نظرتك للقيادة تمامًا.

اكتشفها بنفسك الآن! 🎧📺

Scroll to Top