
في بيئة العمل لا تقتصر التحديات على الأداء المهني فقط، بل تمتد لتشمل إدارة المشاعر السلبية التي قد تؤثر على إنتاجية الفريق ككل.
ومن بين أبرز هذه التحديات هي التعامل مع الموظف العاطفي، الذي قد يواجه صعوبة في التحكم بمشاعره، مما يؤدي إلى توتر العلاقات وزيادة المشاكل في بيئة العمل.
لكن المدير الناجح يستطيع أن يفهم موظفيه ويقدم لهم بيئة عمل صحية وآمنة نفسيًا.
من هو الموظف العاطفي؟
الموظف العاطفي هو الشخص الذي يجد صعوبة في التعامل مع مشاعره.
قد يظهر ذلك في الانفعالات السريعة، الحساسية الزائدة، أو انخفاض الثقة بالنفس.
وحين تتراكم الضغوط، من الممكن أن تتأثر إنتاجيته، بل وقد تمتد التأثيرات لتصل إلى زملاءه وفريق العمل بأكمله.
وفي بعض الحالات، يصل الأمر إلى الإحباط، الانسحاب، أو حتى الاستقالة!
وكما قال دانييل جولمان في كتاب الذكاء العاطفي:
«بالمعنى الحقيقي، لدينا عقلان: أحدهما يُفكر والآخر يُحس.»
هذه العبارة تختصر أهمية فهم الجانب العاطفي لدى الإنسان، خصوصًا في بيئة العمل، حيث لا يمكن تجاهل أن الموظف لا يُقدم أداءه بعقله فقط، بل بمشاعره أيضًا.
كيف نتعامل مع الموظف العاطفي؟
التعامل مع الموظف العاطفي يتطلب ذكاءً عاطفيًا من الإدارة.لا يكفي إصدار التعليمات أو التوجيهات، بل يجب أن يكون المدير قادرًا على:
- الاستماع إلى الموظف دون أن يُطلق عليه أحكام.
- التعاطف مع الموظف وتفهم مشاعره التي خلف سلوكياته.
- منح الموظف مساحة للتعبير بعيدًا عن أعين زملاءه.
- المحافظة على خصوصية الموظف واحترامه.
نصائح عملية لكل مدير:
1.عزز ثقة الموظفين بنفسهم:
أبرز نقاط القوة لديهم، وشجعهم على التفكير بإيجابية.
2.هيّئ بيئة عمل آمنة نفسيًا:
ليشعر جميع الموظفين بأنهم يستطيعون التعبير دون خوف من التقييم أو النقد.
3.قيّم بشكل دوري:
التقييم المنتظم يساعد على رصد التغيرات والتدخل مبكرًا لحل المشاكل.
4.أظهر اهتمامك الحقيقي:
الموظفين بحاجة إلى أن يشعروا بأنك تراهم وتقدرهم.
هل الموظف العاطفي عبء على الإدارة؟
الإجابة ببساطة: لا، إذا تمت إدارته بذكاء.
العاطفة ليست ضعفًا، بل هي طاقة يمكن توجيهها بشكل إيجابي في بيئة العمل لتعزيز الإبداع، والتعاطف، وبناء روح جماعية قوية، مما يعزز الولاء للمؤسسة.
عندما يشعر الموظف بأن مشاعره مفهومة ومُقدّرة، تتلاشى المشاعر السلبية ويبدأ في تحويل الضغوط إلى طاقة دافعة تساهم في زيادة تركيزه وتحقيق أعلى مستويات الإنجاز.
الذكاء العاطفي ليس رفاهية إدارية، بل ضرورة قيادية، فالاستثمار في مشاعر الموظفين هو استثمار في استقرار الفريق ومستقبل المؤسسة.
اشترك الآن في نشرتنا البريدية

ترشيحات النشرة
نرشّح لكم حلقة مميزة من «بودكاست المستشار» مع المستشار أحمد الحبيب، للحديث عن أسرار التوظيف الذكي. نناقش كيف تؤثر قرارات التوظيف على نجاح الشركات، وأهمية الثقافة المؤسسية في اختيار الشخص المناسب.
هل توظف خبيرًا أم عشرة مبتدئين؟ ومتى تكون فترة التجربة مضيعة للوقت؟
حلقة مليئة بنصائح عملية وأفكار محفزة لأصحاب القرار. لا تفوّتوها!
طريقة جوجل في التوظيف: كيف تختار أفضل الموظفين ؟ | بودكاست المستشار
