كيف تحافظ على راحتك النفسية وسط زحام العمل؟

إلى من يسعى ويجتهد كل يوم…

العمل ليس مجرد رزق، بل عبء يسكن الجسد أحيانًا، والروح أحيانًا أخرى.

ومع كل ما تبذله من وقت وجهد، تأكد دائمًا بأن صحتك النفسية تستحق أن تُؤخذ على محمل الجد والأولوية.

أتذكر جيدًا تلك الأيام التي كنت أعود فيها إلى المنزل مرهقة، بينما عقلي لا يزال عالقًا حول قائمة المهام التي لا تنتهي…

في هذه السطور يا صديقي، أشاركك تجربتي الشخصية مع ضغوط العمل وتأثيرها على صحتي النفسية، والدروس القيمة التي تعلمتها على طول الطريق. 

ولكن لا تقلق، هذه التجربة لم تكن سوداء بالكامل؛ اكتشفت أيضًا كيف يمكن أن يكون للعمل جوانب إيجابية بالفعل! 

ضغوط العمل: صديق أم عدو لصحتك النفسية؟

كيف يؤثر العمل سلبًا على استقرارك النفسي؟

دعني أخبرك عن بعض الضغوط التي واجهتها أو رأيتها تؤثر على زملائي..

تخطر ببالي فترات العمل المكثف حيث كانت قائمة المهام تبدو وكأنها تتكاثر باستمرار، والمواعيد النهائية تلاحقني بلا هوادة. هذا الضغط كان يجعلني أشعر بالقلق والتوتر الدائم، وكأنني في سباق لا نهاية له!

في بعض الأحيان، كانت بيئة العمل نفسها مصدرًا للضغط، سواء كان ذلك بسبب ثقافة سلبية، أو غياب الدعم من الزملاء و رؤساء العمل.

عدم وضوح المهام أو المسؤوليات كان يضيف طبقة أخرى من الضغط، حينما لا تكون متأكدًا ممّا هو مطلوب منك بالضبط، يصبح من الصعب الشعور بالثقة في عملك، ويزداد شعورك بالعجز.

كذلك الخلافات مع الزملاء أو المديرين يمكن أن تكون مدمرة للصحة النفسية، وتحويل حتى أبسط أيام العمل إلى كابوس… 

كل هذه الضغوط كانت تتراكم لتجعلنا نشعر بالإرهاق العاطفي والجسدي، وكأن طاقتنا تستنزف قطرة بقطرة، مما يؤدي إلى ردود أفعال تظهر على سلوكنا في العمل أو في حالتنا الجسمية والنفسية.

كيف يؤثر العمل الإيجابي على سعادتك؟

على الرغم من كل التحديات، يجب أن نعترف بأن العمل يمكن أن يكون له جوانب إيجابية تؤثر كثيرًا على صحتنا النفسية وهي: 

  • الشعور بالإنجاز بعد إكمال مهمة صعبة أو تحقيق هدف مهم يمكن أن يمنح شعورًا رائعًا بالرضا والثقة بالنفس، ويعزز احترام الذات والثقة والاندماج الاجتماعي. 
  • الرضا الوظيفي، عندما تستمتع بما تفعله وتشعر بأنك تحدث فرقًا، يمكن أن يساهم في سعادتك العامة ورفاهيتك. 
  • العلاقات الاجتماعية الداعمة مع الزملاء يمكن أن توفر شعورًا بالانتماء والصداقة، وتحويل مكان العمل إلى مجتمع صغير، حيث يشعر الموظفون بمزيد من الدعم والرعاية.
  • العمل يوفر هيكلًا وروتينًا ليومنا، مما يمكن أن يكون مفيدًا للصحة النفسية من خلال خلق شعور بالنظام والاستقرار.

تذكر كيف شعرت بالفخر عندما قدمت مشروعًا ناجحًا، أو كيف استمتعت بضحكة مع زميل في العمل.

هذه اللحظات الصغيرة لها تأثير كبير، وتساهم في تحقيق بيئة إيجابية وسعيدة للموظفين.

علامات تنذر بالخطر: متى يصبح العمل عبئًا على نفسيتك؟

في تجربتي، بدأت ألاحظ بعض العلامات التي تشير إلى أن ضغط العمل بدأ يؤثر سلبًا على صحتي النفسية…

فقد كنت أشعر بإرهاق شديد حتى بعد الحصول على قسط كاف من النوم، وكأنني أستنزف كل طاقتي.

القلق كان يتسلل إلى أفكاري باستمرار، حتى في أوقات راحتي، وكنت أجد صعوبة في الاسترخاء والنوم. وفقدان الدافعية للقيام حتى بالمهام البسيطة، سواء في العمل أو في حياتي الشخصية، كان ذلك مؤشرًا واضحًا على وجود مشكلة ما!

الانسحاب الاجتماعي وتجنب قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة كان طريقة أخرى تعاملت بها مع الإرهاق، لكنها لم تكن الحل. شعرت وكأنني أعيش على حافة الهاوية، وأيّ ضغط إضافي قد يدفعني للسقوط. 

هذه العلامات ليست مجرد إشارات عابرة، بل هي رسائل من جسدنا وعقلنا تستحق الاهتمام والتعامل معها بجدية. تجاهل هذه العلامات قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة وتأثيرها بشكل أكبر على حياتنا.

نصائح صديق: كيف تحافظ على صحتك النفسية في بيئة العمل؟

إليك 7 وصايا صغيرة لصحة نفسية كبيرة في العمل

بناءً على ما تعلمته وجربته، إليك بعض النصائح العملية التي يمكن أن تساعدك في الحفاظ على صحتك النفسية في بيئة العمل: 

1- تعلم أن تقول «لا» للمهام الإضافية عندما تشعر بأنك مثقل بالفعل، وحدد أوقاتًا واضحة لبدء وانتهاء العمل، فوضع حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية أمر بالغ الأهمية. 

2- لا تقلل من أهمية أخذ فترات راحة قصيرة على مدار اليوم للابتعاد عن مكتبك والاسترخاء لبضع دقائق، حتى لو كانت مجرد 5-10 دقائق كل ساعة أو ساعتين.

3- حاول ممارسة الرياضة بانتظام، حتى لو كانت مجرد المشي لبضع دقائق كل يوم. الحركة لها تأثير كبير على مزاجك ومستويات التوتر لديك، وتساعد في تحسين المزاج وتقليل التوتر. 

4- تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق يمكن أن تساعد في تهدئة عقلك وتقليل القلق، وتعزيز الهدوء والتعامل بإيجابية أكبر مع الضغط.

5- تحدث مع صديق موثوق به أو أحد أفراد عائلتك أو حتى زميل عمل عن مشاعرك وضغوطك. ففي بعض الأحيان، مجرد التحدث بصوت عالٍ يمكن أن يخفف العبء، حيث يحصل الشخص على تعاطف المقربين ودعمهم. 

6- لا تتردد في طلب المساعدة من أخصائي نفسي إذا كنت تشعر بأنك غير قادر على التعامل مع الضغط بمفردك. لا يوجد عيب في طلب المساعدة، خاصة إذا بدأت الأعراض تؤثر على قدرتك على العمل. 

7- اسعَ لتحقيق توازن صحي بين عملك وحياتك الشخصية. خصص وقتًا للهوايات والأنشطة التي تستمتع بها خارج العمل، فهذا التوازن يساهم في تحسين الصحة النفسية.

آمل يا عزيزي أن تكون تجربتي ونصائحي قد منحتك أفكارًا مفيدة حول كيفية التعامل مع ضغوط العمل والحفاظ على صحتك النفسية. 

تحدثت إليك كصديق يشاركك حكايته، وأؤمن بقدرتك على تجاوز هذه التحديات والعيش حياة مهنية صحية وسعيدة. أتمنى لك كل التوفيق في حياتك!

في النهاية.. صحتك النفسية أولًا! 

في الختام يا صديقي، تذّكر دائمًا أن صحتك النفسية هي الأهم؛ لا تتأخر في اتخاذ الخطوات اللازمة لحمايتها، واطلب المساعدة فورًا متى احتجت إليها.

اشترك الآن في نشرتنا البريدية

ترشيحات النشرة

نرشّح لكم حلقة ملهمة من «بودكاست بترولي» مع د. خالد المنيف، للغوص في مفهوم القوة النفسية وكيفية بنائها لمواجهة ضغوط الحياة بثبات ومرونة. نناقش الفرق بين القوة النفسية والصلابة العاطفية، تأثير التقدير الذاتي، وكيفية التعامل مع التفكير الزائد والشخصيات السلبية دون أن نخسر أنفسنا. حلقة غنية بالأفكار والتقنيات العملية لتقوية النفس، تعزيز الثقة، والتوازن بين المشاعر والمنطق في اتخاذ القرارات. شاهدها الأن!

لا تنساق وراء الآخرين: خطوات عملية لتعزيز القوة النفسية وتقدير الذات | بودكاست بترولي

 

Scroll to Top