![](https://mukhtalif.net/wp-content/uploads/2024/12/mukhtalif--1024x154.png)
هل يمكن للإبن العالة أن يصبح شخصًا منتجًا؟
في نقاش مع أحد الأصدقاء عن السيارات، عبّر عن استيائه الشديد من سيارته مع أنها ليست قديمة ولا تشكو من عيوب واضحة، ويرغب في استبدالها بسيارة جديدة. مرت الأيام وأنا في مواقف مطعمي المفضل – البيك – أرى صديقنا يخرج من سيارته الجديدة، والتي أصبحت حسب وصفه «معشوقته الجديدة».
باركت له وفرحت من أجله، ولكن استغربت من شرائه لها لمعرفتي بوضعه المادي ووضع أسرته، وأثناء حديثي معه قال لي بكل فخر، أنه حصل على عرض جيّد بتقسيطها بسعر الكاش.
العجيب في الأمر أنه غير موظف، سألته: كيف وافق البنك على تقسيطك قال: «من حساب الوالد».
قلت: ألا تشعر أنك أثقلت الحمل عليه، وكان الرد البجيح: «هو جابني يدفع عني وأنا للحين ما تزوجت، إذا تزوجت وقتها ما راح آخذ منه».
انصرفت وأنا حزين على حال أهله الذين خلّفوا طفلًا لم يفطموه وهو في العشرينات من عمره، أزعم أن هذه العقلية لا يخلو بيت منها، فنظرية استحقاق الأبناء تفشّت في مجتمعنا، وأصبحت عبارة «إذا كنت لا تستطيع تحمل مصاريف الأبناء فلا تنجب» سيدة الموقف.
الكماليات لديهم أصبحت من الواجبات، فتجد الفتاة المخطوبة تريد تجهيز «الدبش» بتكلفة تجاوز مهرها بكثير وتريد حفلة في المكان الفلاني وفستان من البوتيك العلّاني، والعريس العتريس، يريد الزواج في قاعة كبيرة وتأثيث شقته من وإلى وهو لا يملك ربع المبلغ، فتتكبد العائلة مصاريف هائلة في غالب الأحيان لا طاقة لهم بها، وفي أحسن الأحوال يدفعون أغلب ما يملكون من أموال.
وأكثر ما يستفزني هو شعور الإستحقاق!، فإذا لم يدفعوا لهم فقد قصّروا وأذنبوا في حقهم، ونظرة المجتمع أيًضا تدعمهم وتؤيد استحقاقهم المزعوم، يرون الآباء الذين لا يساعدون أبناءهم، كالذين رموهم في الشارع وتخلّوا عنهم، مع أن الموضوع خلاف ذلك.
هذه العقلية لا تتوقف عند حدود الأسرة؛ بل تمتد لتؤثر في بيئات العمل. الشخص الذي يعتاد الاعتماد على غيره في كل شيء، غالبًا ما يكرر ذلك في وظيفته. كيف يمكن لهذا الشخص أن يواجه التحديات المهنية؟
أن يبتكر حلولًا لمشاكله؟
أن يتحمل نتائج قراراته؟
في الشركة، يصبح مثل هذا الفرد عبئًا بدلًا من أن يكون عنصرًا منتجًا. فهو يتوقع من زملائه أو مديره حل مشاكله، ويلقي اللوم على الظروف عند أي تقصير.
وأنت ما رأيك في هذا الموضوع، هل تعتقد بأني قد بالغت؟ أم هذا هو الواقع؟
[القصة من وحي الخيال والمتداول في حياتنا بشكلٍ أو بآخر].
![](https://mukhtalif.net/wp-content/uploads/2024/12/mukhtalif-2-1024x154.png)
ترشيحات النشرة
نرشّح لك حلقة بودكاست تتناول أهمية تحمل المسؤولية، حيث يُناقش الضيف الدكتور صالح بن سعد الأنصاري مفهوم المسؤولية من جوانبها الشخصية والمجتمعية. كما يُقدم نصائح عملية لاكتساب مهارة المسؤولية وتنمية الشخصية القيادية.
![](https://mcusercontent.com/d0c56b80fe039e4db44f84c92/images/d5dc5b6a-2347-e6ef-11b5-ee2e94207290.jpg)